السلـآم عليكـم ورحمـة الله وبـركـآتـه..
نحو مذاكرة فعالة
الآن بين يديك يا طالب النجاح وقد علمت أن في المذاكرة والاجتهاد فوز وفلاح، أسس للمذاكرة الفعالة، احرص عليها واستمسك بها وبإذن الله سترى بونًا شاسعًا بعدما تتفاعل معها، وتجعلها ديدنًا لك في مذاكرتك، وهي تقوم على أسس ثلاثة هامة وخطيرة [مستفادة من دليل اللياقة الذهنية لتطوير مهارتك العقلية إدارة العقل، جيليان بوتلر وتوني هوب, بتصرف وإضافة]:
1. الأساس الأول: هون عليك البداية.
ونقصد بذلك أن تجعل البداية سهلة، فمشكلة معظمنا تكمن في أننا لا نستطيع بدء العمل، ولذا حتى تتغلب على هذه المشكلة، اجعل بدايتك للمذاكرة سهلة، وإليك بعض الاقتراحات التي تعينك:
• خلق مناخ مناسب للمذاكرة: وذلك بإعداد المكان جيدًا قبل أن تبدأ المذاكرة، فكم يساهم المكان المناسب في خلق جو من التركيز وحسن الاستيعاب، فاحرص في البداية على تهيئة المكان.
• غايات وأهداف: وهي أن تجعل فوائد الدراسة وأهدافك منها شاخصة أمام عينيك، هذا من شأنه أن يجعلك تستجمع قواك، ويلهب في نفسك الحماسة للتعلم، ولذا فاحرص على أن تكتب فوائد المذاكرة وتعلقها فوق مكتبك، أو في مكان تراها فيه جيدًا.
• قائمة المهام: فأحيانًا تكون مشكلتنا هي وجود مهام كثيرة جدًا، ولا ندري من أين نبدأ وكيف ننتهي؟ فيصيبنا الإحباط لتلك الأسباب، ونضرب بكل شيء عرض الحائط، والصحيح أن تضع قائمة بالمهام المطلوبة منك، ووقتًا متوقعًا لكل مهمة، ثم تشرع في التنفيذ خطوة خطوة، ومن ثم ستشعر أنك تنجز مهامك خطوة بعد خطوة، وسيتولد عندك شعور بالفرحة والسرور يعينك على الإكمال.
• وقت الاسترخاء: إن اليوم الدراسي بحق يوم طويل، وأنت في أمس الحاجة بعده لقسط من الراحة، وهذه الراحة من شأنها أن تنعش النفس، وتشحذ الذهن، فاحرص على وقت استرخاء بعد إيابك من المدرسة أو الجامعة.
• جهز كل شئ قبل أن تبدأ المذاكرة: مثل الكتب، والأقلام، والآلة الحاسبة، والورق؛ فالقيام لإحضار الأشياء يقطع تسلسل أفكارك [قوائم الحياة للمراهقين, باملا اسبلاند].
• صِل نفسك بالله: وذلك بأن تبدأ قبل المذاكرة بذكر الله، وقل: ((اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا)) [صححه الألباني]، وإن استطعت أن تبدأ بقراءة صفحة من كتاب الله فيا لها من بداية تصلك بالله؛ فيعينك المعين ذو القوة المتين؛ وما بالك بعون الله؟
2. الأساس الثاني: فن الاستمتاع بالمذاكرة.
أولًا
أخبرك بصخرة المعاناة التي تتحطم عليها المذاكرة, إنها الشعور الذي يراود
الكثير منا بأن المذاكرة عبء عليه بدلًا من الاستمتاع بها، ولكي تستبدل هذا الشعور بالاستمتاع، إليك بعضًا من النصائح التي تعينك على ذلك:
• استغل أفضل أوقات يومك: حاول أن تستغل تلك الأوقات التي تشعر فيها بالنشاط والحيوية في إنجاز مذاكرتك.
• المذاكرة في أوقات قصيرة: يفشل الكثير في المذاكرة؛ لأنهم يعتقدون أنه منذ لحظة البدء فيها يتوجب عليهم الاستمرار لساعات طويلة بدون توقف، مما يثبط همتهم، لذا قسِّم الدرس إلى فترات قصيرة تتخللها استراحات متتالية، فقالب الشيكولاتة الكبير يصعب التهامه مرة واحدة، ولذا نجد علبة الشيكولاتة مقسمة إلى قطع صغيرة، (فلا شك أن أول ما يحلم به أي طالب مع بدء العام الدراسي هو النجاح، ولكن النجاح لا يأتي إلا بالمثابرة على الدراسة, تلك المثابرة التي تتخللها فترات من الراحة والترفيه) [مراهقة بلا أزمة، د.أكرم رضا].
• أد الواجب الأسهل والأكثر متعة أولًا: وهذا قد يخالف قاعدة مزعومة بأن تؤدي الأصعب والأقل متعة أولًا، فأداء الأسهل أولًا سيهيئك للمذاكرة، وستشعر أنك أنجزت شيئًا، مما يحفزك على الدخول فيما هو أصعب منه [قوائم الحياة للمراهقين، باملا اسبلاند].
• ذاكر في نفس المكان كل يوم: ففي هذا المكان يتكون لك رابط المذاكرة، وتتعود على الجدية في العمل، ولذا حافظ عليه، ولا تذاكر على الفراش وإلا سيغلبك النعاس، ولتجلس على مكتب أو منضدة، واحرص على الإضاءة الجيدة في مكان المذاكرة، وابتعد عن مصادر التشويش [قوائم الحياة للمراهقين، باملا اسبلاند].
رحلة مفيدة
وجدير بالذكر هنا أن أخبرك بأن (حب الإنسان للاكتشاف والاستطلاع يمثل دافعًا مستقلًا، ولولا وجود هذا الدافع لما وسع الإنسان من إطار علومه ومعارفه الشيء الكثير، ويمثل دافع الاستطلاع الجذور الأولى للرغبة في المعرفة والاستزادة منها، وبالاستطلاع والسؤال، والاكتشاف والعلم يصل الإنسان إلى الحقائق، ومن خلال ذلك يلبي حاجته الاستطلاعية) [المراهقون دراسة نفسية إسلامية، د.عبد العزيز النغيمشي]، فلماذا لا تجعل مذاكرتك وما تطلبه من معارف رحلة لإشباع حاجتك الفطرية للاستطلاع، ألا يمثل ذلك نوعًا من أنواع الاستمتاع؟
3. الأساس الثالث: حسن الانتهاء.
لاشك أن الشعور الذي ستترك به المذاكرة هو الذي سيعلق بذهنك، وحينما تفكر في المعاودة مرة أخرى سيندفع إليك ذلك الشعور، فعليك إذًا كما أحسنت الابتداء أن تحسن الانتهاء، وذلك بطريقة تساعدك على استكمال المذاكرة فيما بعد، وإليك طريقتان لإنهاء المذاكرة بصورة جيدة وفعالة:
• احفظ عملك بطريقة تسهل عليك الوصول إليه: في نهاية المذاكرة استخرج مادتك، واحفظها في ملف، احفظ المعلومات والملاحظات التي دونتها في مكان محدد؛ حتى لا تضيع وقتك في البحث عن المعلومات أو الملحوظات، التي حفظتها ونسيت مكانها بعد ذلك.
• كافئ نفسك عن كل فتره مذاكرة: فنحن نستمتع بعمل الأشياء أكثر إذا كانت هناك مكافأة على أدائها؛ لأن هذا سيدفعك للرغبة في تكرارها، ومفتاح النجاح في ذلك أن تجعل المكافأة بسيطة وفورية، فمثلًا أعط لنفسك جائزة رمزية بعد كل ساعة مذاكرة، مثل شرب كوب من الشاي، أو الاتصال بصديق عزيز.
• كن عبدًا شكورًا: فالمولى تبارك وتعالى يقول: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: ٧]، فلتحمد الله تعالى، ولتشكره على ما وفقك إليه من العمل، وسيزيدك من فضله بإذن الله تعالى، وسيهبك من عطاياه.
تذكر من جديد
1. قم بكتابة غاياتك وأهدافك من المذاكرة، وما تجلبه لك من فوائد، وعلقها فوق مكتبك؛ لتقوي حافز المذاكرة لديك.
2. اجلس في مكان جيد ومناسب عن طريق تنظيف المكان الذي تذاكر فيه، وقم بتنظيمه جيدًا، واجعله مكانًا مشجعًا للمذاكرة، واحرص على الإضاءة الجيدة.
3. اكتب خطة المذاكرة، من خلال وضع خطة لما ستذاكره خلال اليوم قبل أن تشرع في المذاكرة.
4. تعرف على أفضل أوقات يومك في المذاكرة، وذاكر خلالها أهم الدروس.
5. لا تنس أن تكافئ نفسك عن كل إنجاز تنجزه في المذاكرة.
وبعد الكلام؟؟
استحضر نيتك وتذكر دائمًا أنك بجدك واجتهادك، وبنجاحك وتفوقك تمثل أملًا لأمتك جديد، وترسم صورة كالشمس في رابعة النهار للمسلم الناجح الفعال، والله معك ومعينك، فاستعن به وتوكل عليه ولا تعجز.
دليل اللياقة الذهنية لتطوير مهارتك العقلية إدارة العقل جيليان بوتلر وتوني هوب.
المراهقون دراسة نفسية إسلامية د.عبد العزيز النغيمشي.
قوائم الحياة للمراهقين باملا اسبلاند.
مراهقة بلا أزمة د.أكرم رضا.
القمـر.
نقـل للفـآئـده..!
الموضوع الأصلي :
~نحـو {مـذآكـره} فعـآلـه..! المصدر :
احنا فور يو - www.a7na4you.com الكاتب: إبداع ديزاين