التســــــــــامح ...

نحن بشر علينا ان نتقبل انفسنا كما بكل ما فيها من صفات حميدة
وسيئة , خير وشر جمال وقبح فمهما تعددت الصفات وتباينت
فهناك اشياء جميلة داخلنا ومن المهم ان نتقبل فكرة ان كلا منا
يرى العالم من منظار مختلف عن الاخر ويرجع ذلك للسمات
الشخصية والتجارب والثقافة ....
الانسان اجتماعي بالفطرة ولهذا فان معظمنا يجد ان التعامل
مع الاخرين امر اكثر راحة للنفس من الانعزال , نحن نحتاج
لبعضنا البعض لنكمل بعضنا ونشعر بالسعادة فلكي نحتفظ
بالسعادة علينا ان نتقاسمها مع الاخرين .....



ولكن احيانا قد يحدث خلاف او خطا ما وتملكنا مشاعر
سلبية , فنتالم ونشعر بالخزي والذنب لما صدر منا , ونضع
انفسنا في دائرة مغلقة من الانفعال والغضب والحزن ونبحث
عن حل لنخرج من دائرة الالم فلا نجد سوى بلسم القلوب
ومطيب الجروح ومهدئ النفوس ..... التسامح
ويمكن للانسان ان يدرب نفسه على التسامح والسيطرة على
الغضب فيشعر بالسلام الداخلي فنحن بشر ولسنا ملائكة
والبشر خطاؤون ,
فاذا حاولنا ان نتناسى الالام حتى لانعاني فترة من الزمان ونعالج
قلوبنا من الكره والغضب ونرى بالقلب والعين ....

مايتمتع به الاخرون من صفات جميلة تميزهم سنشعربارتياح كبير
مهما يقابلنا من خلافات في حياتنا وستصبح صغيرة
الحياة اقصر من ان نقضيها في تسجيل الاخطاء التي يرتكبها غيرنا
في حقنا فعندما ينتشر التسامح في كل مكان , تصبح الحياة
حديقة غذاء يفوح منها عبير النسمات يسكن في الفؤاد الرضا والسلام
فما اجمل القلب الذي لا يسمح لصاحبه ان يخسر اخا او صديقا او قريبا
او حبيبا بسبب موقف كان من السهل تصفيته وتجاوزه ومااروع القلب
الرقيق المتواضع الذي يعلم ان لنا اخطاءنا كما للاخرين اخطاءهم ؟
ويكون لديه يقين ان لحظة يقين ان لحظة تسامح ترجع كفة الميزان
عن مائة مرة من لحظات غضب .....